الجامعة تعقد ملتقى تربويا يناقش "الإبداع والابتكار في التعليم"

الأحد, أبريل 24, 2016
الجامعة تعقد ملتقى تربويا يناقش

نظمت كلية التربية والعلوم الأساسية وبالتعاون مع وحدة استقطاب الطلبة في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا الملتقى التربوي الثالث والذي عقد تحت شعار "الإبداع والابتكار في التعليم" وأقيم في مركز الشيخ زايد للمؤتمرات والمعارض بمشاركة 19 مدرسة من المناطق التعليمية في إمارات دبي والشارقة وعجمان، وبحضور عمداء الكليات في الجامعة ولفيف من المهتمين في المجال التربوي.

افتتح الملتقى بكلمة الجامعة التي قدمها الدكتور عبد الحق النعيمي، نائب مدير الجامعة لشؤون الطلبة وخدمة المجتمع، والتي أكد فيها على أهمية هذه الملتقيات التربوية والتي تجمع مدراء وممثلي عدد كبير من المدارس الحكومية والخاصة في الدولة ليكونوا ضمن الحضور والمشاركين في هذا الحدث، وما لهذه المشاركة من أهمية في تحقيق التكامل بين المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، مشيرا إلى دأب جامعة عجمان الدائم وتفاعلها المستمر مع مختلف المبادرات الوطنية التي تطلقها الحكومة الرشيدة. وأوضح أنه وعلى الرغم من المتغيرات التي طرأت على سوق العمل، إلا أن كلية التربية استطاعت مواكبة هذه المتطلبات بالتجديد والتنويع في التخصصات بما يتناسب واحتياجات سوق العمل.

تلا ذلك كلمة عميد كلية التربية والعلوم الأساسية الأستاذ الدكتور الشيخ حمود والتي أشار فيها إلى أن الإبداع والابتكار أصبحا أساسيين في تمكين الطلبة من مواجهة تحديات المستقبل وما يحمله من تخصصات علمية جديدة، ومواكبة المتغيرات العالمية والتطور التكنولوجي الذي نشهده يوميا. فالتقدم العلمي والتطور التقني يستوجبان تكييف المناهج الدراسية بما يتناسب وثورة التكنولوجيا الرقمية، بما يلبي متطلبات التجديد والتطور التربوي، بالإضافة إلى الارتقاء بالممارسة التعليمية وتطويرها من شكلها التقليدي، القائم على الحفظ والتلقين وتقييم التعلّم إلى نهج تربوي حديث يركز على المتعلم ويحفز الإبداع والابتكار ويشجع التفكير النقدي لدى الطلاب.

وتم افتتاح جلسات الملتقى بعرض لفيديو يتحدث عن التعليم الذكي، استعرض الفرق بين الأجيال في تحصيل العلم، ومقارنة أساليب التعليم في الماضي بالوسائل الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على استخدام الأجهزة الذكية وشبكة الانترنت، بما يسهل عمليات البحث والاستكشاف، ويزيد المتعة في العملية التعليمية، ويدعم الإبداع والابتكار.

قدمت الدكتورة فرح السراج، نائبة مدير مدرسة أكاديمية عجمان، استعراضا لتجربة التعليم بالمحمول في أكاديمية عجمان : من التقليد إلى التجديد، وتناولت التعليم والتحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية في عصر ثورة المعلومات وإنترنت الأشياء، حيث انقلبت معايير التعلم والتعليم بشكل قد يكون غير مسبوق في تاريخ البشرية. وتحدثت الدكتورة السراج عن مفاهيم الابتكار والتعلم الذكي وما رافق ولادة هذه المصطلحات من تغيرات بيداغوجية واستراتيجية ولربما أيديولوجية في عالم المؤسسات التعليمية.

وتحدث الدكتور أسامة سماعنة، عضو هيئة التدريس في كلية التربية والعلوم الأساسية، عن القيادات الابتكارية في المنظومة التعليمية، وأوضح أن الصراع بين الدول المتقدمة في عصرنا الحالي هو صراع بين عقول أبنائها من أجل الوصول إلى سبق علمي وتكنولوجي يضمن لها الريادة والقيادة. مشيرا إلى أن الهدف الأسمى للتربية في القرن الحالي هو تنمية التفكير بجميع أشكاله لدى كل فرد، لذلك يتعاظم دور المؤسسة التربوية في إعداد أفراد قادرين على حل المشكلات غير المتوقعة، ولديهم القدرة على التفكير في بدائل متعددة ومتنوعة للمواقف المختلفة، فأمامهم الكثير من القرارات التي يجب اتخاذها وعليهم مسؤوليات ضخمة يجب تحملها.

واستعرض الدكتور سماعنة خصائص الإبداع في العمل القيادي وهي الانفتاح نحو التغيير، والرغبة في التعرف على المشكلات والقضايا الداخلية، والقدرة على التحكم في البيئة التي يعيش فيها، والثقة في قدرة غيره على الانجاز وتحمل المسؤولية، واحترام اختيارات الغير، والاندفاع نحو التعلم واستخدام الثقافة، وتقدير إنجازات الآخرين.

أما الدكتور محمد مجذوب، عضو هيئة التدريس في مقر الفجيرة، فقد تحدث عن مستقبل التعليم في القرن الـ 21، وخلص في نهاية حديثه إلى أن كل الأبحاث والمعطيات تؤكد أننا بتنا بحاجة إلى تطبيق استراتيجيات جديدة تركز على تعليم الطلبة المهارات الأساسية للتفكير الإبداعي، مع الإدراج المرحلي لمناهج دراسية يتم تكييفها عبر طرق تدريس مبتكرة، تجعل من الفصل مكانا لاستلهام الأفكار وإثارة التفكير الإبداعي. وهنا تبدأ مهمة المعلم الذي يمكنه فعل الكثير في هذا المجال. مشيرا إلى أن الإبداع والابتكار أصبحا مهارتين أساسيتين تمكنان الطلبة من مواجهة تحديات المستقبل ومتطلبات سوق العمل المتنامية، وذلك بناء على تفاصيل دقيقة يلعب فيها المسار الدراسي الدور الأهم بكل التعقيدات التي تتخلله، والتي تحددها جودة النظام التعليمي.

واختتمت جلسات الملتقى بورقة الدكتور أحمد الشافعي، عضو هيئة التدريس في مقر الفجيرة، والذي تناول موضوع التفكير الابتكاري، واستعرض مفهومه ومكوناته المتمثلة بالطلاقة والمرونة والأصالة والاهتمام بالتفاصيل والحساسية تجاه المشكلات. وتحدث الدكتور الشافعي عن خصائص التفكير الابتكاري ، ومراحل العملية الابتكارية، وأساليب تنمية التفكير الابتكاري وذلك من خلال تقبل الأنشطة والأفكار التي تبدو غير مألوفة وتعزيزها، وتوفير جو يمتاز بالأمن والهدوء والمرح، وإتاحة الفرصة للحوار والنقاش، وإبداء الآراء وتشجيع الأفراد على التفكير مع تجنب النقد أو التجريح للأفكار. ومن الأساليب الإضافية التي يتوجب اتباعها لتحقيق التفكير الابتكاري العمل على إثراء البيئة بالخبرات المتنوعة كاللغوية والثقافية والاجتماعية والعلمية وكذلك بالوسائل المتعددة، وتشجيع الأسئلة التلقائية لدى الأفراد وتنمية ظاهرة حب الاستطلاع والاكتشاف لديهم، ومراعاة الفروق الفردية والعمل على تنويع المهام وإشباع الدوافع المختلفة لديهم.

وفي ختام الملتقى، تم تكريم المتدرب المتميز ضمن المسابقة التي طرحتها كلية التربية والعلوم الأساسية بهدف بث روح التنافس بين طلبة الكلية (الطلبة المعلمين) بشكل خاص في الميدان التربوي. حيث تم تشكيل لجنة متخصصة لترشيح المتدرب المتميز وفق معايير محددة.